الأب الغني و الأب الفقير
الأب الغني و الأب الفقير، واحد من أكثر الكتب مبيعا و أفضلها في مجال المال و ريادة الأعمال! يطرح فيه صاحبه رجل الأعمال و المليونير روبرت تي.كيوساكي رؤيته لعالم الأعمال و أساسيات الانطلاق فيه و النجاح! كما يقارن بين ما يُعلمه الفقراء لأبنائهم مع ما يعلمه الأغنياء!
الأب الغني و الأب الفقير متحصل على 4.08 من 5 على منصة Good reads و قد تُرجم إلى معظم لغات العالم.
الأب الغني و الأب الفقير
كان والد روبرت أستاذا جامعيا متحصلا على أعلى الشهادات العلمية! كان رجلا ذكيا، محبا للعلم! لكنه كان نموذجا للموظف الذي يعمل بكد طوال شهر كامل منتظرا راتبه بلهفة! و عندما يحين موعد استلام الراتب, يعود للبيت محبطا و قد وزّع جُلّه إن لم نقل كُلّه على الديون و القروض و الالتزامات المالية! فيضطر مجددا للاقتراض من هنا وهناك من أجل تحقيق إحتياجات أسرته المتنامية! أما مايك، صديق روبرت المقرب، فلم يكن والده قد أتم الصف الثامن! لكنه كان ثريا مرفَّها و صاحب أعمال حرة..
كان كلا الرجلين مكافحين، جادين في أعمالهما، مُحبّين للعلم! لكنهما كانا على النقيضين تماما في كل ما يتعلق بالمال! لهذا فقد أُتيحت لروبرت فرصة التعلم من أبوين اثنين حرص كل منهما أن يُعلِّمه أفضل ما يستطيع..
ماذا يُعلم الأب الغني و الأب الفقير لأولاده
ماهو المال؟
بالملاحظة و المراقبة ستستطيع سريعا أن تلاحظ الفرق بين علاقة الفقراء و الأغنياء بالمال! ستجد الفقراء يرددون عبارات من قبيل “الأغنياء جشعون”، “المال وسخ الدنيا”، “المال لا يصنع السعادة” و غيرها كثير من القناعات التي توارثتها أجيال عن أخرى!
بينما الأغنياء، فيؤمنون أن المال قوة، أن المال سبيل قوي للعيش بحرية بعيدا عن عبودية الوظيفة! المال يُسهل التعلم و يفتح الآفاق! إنهم يؤمنون أن الوفرة المالية حق طبيعي مشروع للجميع..
لماذا العلم؟
يدفع الأب الفقير إبنه بقوة نحو التميز الدراسي، راجيا تفوقه من أجل الحصول على وظيفة مرموقة، تدر عليه راتبا مُرتفعا يضمن له الإستقرار و الأمان الوظيفي
في حين يدفع الأب الغني إبنه بقوة نحو التحصيل الدراسي و التعلم المالي، فليست الثروة ضربا من ضروب الحظ و لكنها تطبيق لعلوم إدارة المال و الأعمال و التسويق! و بالعلم و التجربة يستطيع الإنسان تنمية مهاراته المالية لتطوير رصيده البنكي
الأمان الوظيفي
يعمل الفقراء طوال حياتهم من أجل ضمان التقاعد، ليستيقظ أحدهم و قد بلغ سن الستين أو الخامسة و الستين و هو لا يملك إلا أجرا زهيدا! قد يكون أجرا محترما! لكنه لا يوفي كل تلك السنين حقها! ينظر للوراء فيُفاجأ أنه طوال تلك السنين التي استهلكت شبابه لم يكن قد عرف الحياة الحقيقية بعد! استغرق كل عمره في مكتب أو في إدارة ما! و لم يكن في وسعه الإهتمام بصحته، و لا قضاء وقت مع أطفاله! كان السفر بالنسبة له ضربا من ضروب الخيال! و الإجازة رصيد مُهم لا بد من ادخاره للظروف الطارئة جدا كموت الأقرباء مثلا..
في المقابل، يرى الأغنياء الأمان في الرصيد البنكي! يعيشون الحياة بكل تفاصيلها و يعملون بجد، لكن بذكاء من أجل زيادة ذلك الرصيد باستمرار! يعرفون جيدا أن الرصيد الأثمن هو الوقت! الوقت الذي يسحب من عمر المرء ثانية بعد أخرى! لذلك فهم يحسنون جيدا إستغلال وقتهم و ينعمون بكل ما أتيح لهم..
قواعد المال
يقدم روبرت تى.كيوساكي معلومات ثرية و مفاهيم أساسية في علاقة الغني بالمال! نسوق في ما يلي بعضا منها
الأصول و الالتزامات
الأصول
هي كل ما من شأنه أن يضيف المال لرصيدك! أسهم، عقارات، حقوق ملكية! الأصول تعمل من أجلك! لذلك فعليك بتنمية أصولك من أجل تحقيق الاكتفاء المالي ثم الثروة..
الالتزامات
هي كل ما من شأنه أن يسحب من رصيدك! قروض، أقساط، سيارة، أجار المنزل، فواتير… الالتزامات تجعلك تعمل من أجلها! لذلك فعليك بالتقليل من التزاماتك حتى لا تقع في دوامة مفرغة من الديون
العمل الخاص
تستطيع الاستمرار في وظيفتك الطبيعية! لكن عليك حتما أن تفكر في عملك الخاص! إبدأ بالادخار و درب نفسك على تنامي المال و لو بنسب بسيطة! حدد التزاماتك و تخلص من العقلية الاستهلاكية! عليك أن تتحلى بالإنضباط فأصعب خطواتك نحو الوفرة هي تغيير عاداتك في التعامل مع المال! إجتهد في التفكير لتصل لعمل خاص يضمن لك على المدى البعيد الحرية المالية
العمل من أجل العلم
لا تتوقف عن تطوير عقلك! تعلم بإستمرار فالكون في تجدد مستمر و لن تستطيع أبدا تغيير ظروفك بعقلية متجمدة قديمة! اجعل الخبرة و التعلم غايتك الأولى و سيكون المال نتيجة حتمية لتطورك العقلي!
عادات الأغنياء
التدرج سنة إلهية في البشر! لذلك فمن المستحيل أن يتغير حال إنسان بين ليلة و ضحاها! قد يدفعه الحماس دفعة قوية لكنها لن تستمر طويلا! ما يصنع من الشخص نسخة جديدة هو عاداته! لذلك فعليك حتما اكتساب عادات الأغنياء
اهتم بنفسك
ضع الادخار أولوية و لو بنسبة ضئيلة! ثم وزع باقي التزاماتك و لا تنتظر أن يبقى لك شيء لتدخره في الأخير! اهتم بصحتك الجسدية فجسمك هو الذي سيمنحك الطاقة للاستمرارية. اهتم بطعامك و ساعات نومك! اهتم بنفسك لتستطيع المواصلة!
اجعل لك هدفا
اجعل لك هدفا يستحق أن تستمر من أجله! اجعل لك سببا يوقد حماسك كلما انطفأ و يساعدك على النهوض بعد الوقوع! اجعل لك سببا يوقض روحك و إلا فإنك ستستسلم قبل أن تدخل الطريق.
اتخذ خيارات يومية
اختر أصدقاءك بعناية! حدد أولوياتك بدقة! عرف ما يقربك من الحياة التي تريد و تحلى بالإنضباط فإن إدارة النفس هي أصعب ما قد يتعلمه المرء و أهم ما سيدفعه نحو التقدم
إقرأ كل يوم
لا تتوقف أبدا عن تطوير عقلك و تزويده بالمعلومات! القراءة ليست رفاهية و لا إضافة ثانوية! إنها ضرورة حياتية لا بد منها لضمان استمراريتك و تجددك بإستمرار! اقبل التغيير و كن مرنا في تعلم الجديد و المزيد
أبذل ما تريد تلقيه
إبدأ بالعطاء من ذات ما تريد الحصول عليه! علّم من حولك و كن سخيا في تعليمهم و ستجد طريقا ما يعلمك المزيد! أعطي من مالك بسخاء و سيُفتح لك باب يزيد أموالك! أعطي كل ما تبحث عنه و كن موقنا أن هذا هو أحد أسرار العظماء!
أخيرا، الأب الغني و الأب الفقير كتاب لا بد من الإطلاع عليه و دراسته بتمعن لثرائه بالمعلومات و المفاهيم التي من شأنها أن تكون نقطة إنطلاق عظيمة لكل باحث عن الحرية المالية! و لنتّفق أولا أن أول الأسرار هو التساؤل “كيف يمكن القيام بذلك؟” بدلا الإقرار بالقول “ليس بوسعي القيام بذلك”! فباقرارك تغلق المخ أما بتساؤلك بتفتح الباب للفرص و الإثارة و الأحلام كما قال المليونير روبرت تى.كيوساكي
كلام جميل ولكن أظن أن الفرق الكبير بين من ينحدر من أسرة غنية وبين من ينحدر من أسرة فقيرة هو الأمان المالي في حالة الإخفاق: قد يكون الإثنين أصحاب أفكار عظيمة وإرادة كبيرة ولكن أن تبدأ مشروعا وانت تعلم أنك لو فشلت سينقذك والدك وسيتحمل حتى تبعات إفلاسك ويسدد ديونك يختلف كثيرا عن إدراكك أن فشل مشروعك وإفلاسك يعني السجن وديونا من المستحيل سدادها وزيادة في فقر عائلتك…
“اللي يديه في الماء موش كيما اللي يديه في النار”
وليست عقلية إنهزامية ولا حتى تشاؤمية، إنه الواقع…
لن تستطيع المخاطرة وتترك أطفالك جوعى ويفتقرون لأبسط الأساسيات، لن تتحمل أن تراهم يتألمون ولا تملك ثمن الدواء… الكلام أحيانا جميل إلى أن يصطدم بمرارة الواقع.
من أجل هذا لا بد من التساؤل “كيف يمكن القيام بذلك؟” ثم إن الوفرة درجات فليس صاحب الديون كغيره الذي لا ديون عليه لكن لا مدخرات له والأخير ليس كالذي يمتلك رصيداً في البنك وهو أيضاً ليس كآخر يمتلك عقاراً يستأجره و يتواصل السلم.. الكلام جميل فعلاً لكن لا أحد يستطيع الإنتقال من الحضيض لأعلى الدرجات في ليلةٍ وضحاها.. التدرج سنة كونية.. والمطلوب هو السعي لإعتلاء السلم درجةً درجة