أموت كي أكون أنا

أموت كي أكون أنا كتاب فريد ينقل رحلة صاحبته أنيتا مورجاني من الموت إلى الحياة وقصة اقترابها من الموت.. نكتشف أن المعجزات تتحقق فعلاً لكن بالكثير من اليقين والرغبة والأمل..

أموت كي أكون أنا كتاب متحصل على أكثر من 4 من 5 على منصة Good Reads قدمه واين داير ليصبح حافزاً للملايين حول العالم ممن إستنزفهم اليأس وفقدوا الأمل

لماذا السرطان

لسنوات طويلة كرهت ذكر اسمه أو حتى سماعه! اقترن طيفه في قلبي و عقلي بالألم و الوهن و الموت! خبِرته في أقرب الناس إلى قلبي و شهدت طغيانه و جبروته! و مرّت السّنين لتُغيِّر فينا ما يعجز المرء عن توقّعه أو التَّكهُّن به! لأكتب عنه بحبٍّ لا يقل عن الحبّ الذي استشعرته بين كلمات ما قرأت! لأقول بصوت عال “السرطان ليس النهاية و لا يجب أن يكون”

الحقيقة والمعجزات: أموت كي أكون أنا

“أنيتا مورجاني” سيدة هندية تعيش حياة سعيدة طبيعية! تكتشف فجأة إصابتها بهذا المرض اللعين! كيف؟! لماذا؟! منذ متى؟! أسئلة كثيرة مُلحّة تدافعت في رأسها مرّة واحدة ليزيحها سؤال آخر أهم: إلى متى؟! كم بقي لي من الوقت في هذا العالم؟! كم فرصة لأشهد حلول الربيع! و كم مرة سأنعم بيوم جديد؟! لم يفتر بعد شوقي لأحبابي! و لم أحقق كل أحلامي! أتُراني انتهيت؟! سأمضي إلى الموت يوما بيوم! سيذبل وجهي و ينحف جسمي! سيسقط شعري و يهترِؤُ جلدي! سيختفي صوتي و تُغمظ عيني! سيتعب أهلي! سيُقتلون كل يوم و سينشف الدمع ألف مرة في اليوم!

سينظرون إلي بعجز بيأس بقهر! سيبتهلون و يُصلُّون لأرحل اليوم قبل غد! الموت يقتلني مرّة! لكن السّرطان يقتلني في كل لحظة

كان طيف السرطان قد لاح حول أنيتا منذ فترة عندما اكتشفته صديقتها المقربة! شهدت أنيتا أطوار تدهور حالة صاحبتها و كان الحزن و الخوف يسيطران عليها! انكبت تبحث عن أسبابه و راحت تلغي من حياتها كل ما يمكن أن يسببه! و مع ذلك فقد تمكّن منها! نعم لقد ألغت أنيتا كل مُسبٍّب حولها و نسيت أن تتجاوز خوفها!

الخوف سم قاتل

الخوف الذي صاحبها منذ طفولتها لأسباب عديدة: خوف من عدم الإنسجام مع مجتمع لا تنتمي إليه! خوف من عدم تشريف عائلتها بالزواج في عمر صغير كما جرت عادات أهلها! خوف من عدم تحقيق أحلامها و طموحاته! خوف لاحقها حتى عندما التقت بشريكها! أتُراها تستحقّ رجلا بمثل هذا التفتح و الاتزان؟! و أخيرا خوف من الموت، و أي موت عساه أقسى من السرطان!

أخذت حالة أنيتا تتدهور شيئا فشيئا! و بدأت تفقد آخر نسائم الأمل التي كانت تدفعها لتجرب علاجات طبيعية و نظام غذاء صحي و تمارين يوغا و تأمل و خيال! و توالت الأيام إلى أن وجدت أنيتا نفسها في العناية المركزة بجسد نحيل بالكاد يغطي أعضاء توقف معظمها عن العمل! سمعت الطبيب يخبر زوجها بأنها قد إنتهت طبيا! و أنه يأسف لإعلامه أن سويعات تفصلها عن الرحيل الأخير

الاقتراب من الموت

!ماذا يقول هذا الطبيب! لم أشعر قَطُّ بالعافية كما أشعر بها الآن! أيها الطبيب ألا تسمعني؟! أمي لا تبكي أرجوك أنا بخير
كانت أنيتا تشعر بكل ما يدور حولها! تسمع كلام الطبيب من الغرفة المجاورة! ترى إنهيار زوجها و انفطار قلب أمها! تتكلم لكن لا أحد يسمعها! إنها تغادر جسدها! ترى والدها الذي رحل من سنين! ترى صديقتها التي خسرت معركتها أمام السرطان و قضت منذ أسابيع! تكلمهم فيسمعونها و يجيبون عن أسئلته! يغمرها الحب كما لم يحدث من قبل

ماذا يحدث يا أبي؟! كيف أراك و أسمعك؟! هل لحقت بك؟ هل متُّ فعلا؟
لا يا حبيبتي! أنت هنا لتختاري
أختار؟! كيف؟ أختار اللحاق بك أو العودة إليهم؟
أنا هنا حولك دائما و ستجدينني عندما تأتين إلي! لكنك لن تستطيعين العودة هناك إلى جسدك! حيث أمك و زوجك إذا ما قررت البقاء معي! لكن ثقي أني معك دائما كنتِ هنا أو هناك

استشعرت أنيتا دعم والدها! و نظرت إلى زوجها الرابض بجوار جسدها ممسكا يدها راجيا إياها العودة للحياة! إنه يعلم أن إغماءها قد يتواصل إلى الأبد! لكن حبه إياها يجعله يتمسك ببصيص الأمل المتبقي مهما كان ضئيلا
نظرت إلى أمها العاكفة على الدعاء و الصلاة! أحست بالامتنان العظيم لهذا الحب العظيم! أحست أن مازال أمامها الكثير لتقدمه لهذين المحبين! أحست بالامتنان لجسدها كونه سبيلها الوحيد للتواصل مع هذين المحبين! شعرت بالحب و بالرغبة الشديدة في الحياة! و عادت أنيتا!

أموت كي أكون أنا

فتحت عينيها شيئا فشيئا لترى الحياة من جديد! لتحتضن العالم من جديد! عادت لتحدث ضجة طبية منعدمة النظير! عادت لتقول أن الحب يصنع المعجزات !عادت بجسد خال تماما من أي أثر للسرطان! عادت مُحبة للحياة و للكون و الأهم مُحبة لنفسها على حالها ممتنة لتفاصيلها و تفاصيل ما حولها! عادت أنيتا لتهزم جبروت السرطان القاتل و لتكون معلمة روحية فريدة في تفاصيلها! صحيح أن عودتها معجزة! لكن المعجزات تتحقق و لتتحقق لا بد للإنسان أن يؤمن بالقوة التي في داخله و يغذيها بالحب و التسامح و السلام

السرطان ليس سوى كلمة اقترنت بالموت حتى غدت كابوسا يكتم أنفاس الأمل و يرمي المصاب في ظلمات سجن عميق يودي به للنهاية في نسق رتيب مريب
أما الموت فهو آت لا محالة و لا يحتاج السرطان في شيء لينفذ أمره! أرجوك لا تمت و أنت على قيد الحياة و لا تسمح لشيء أن يسلبك حقك في الحياة

أموت كي أكون أنا متوفر مع خدمة التوصيل في مكتبة جليسكوم