آمن و استقبل

ما الذي يخطر ببالك عندما تقرأ هذا العنوان ؟ “آمن و استقبل” ما الذي تؤمن به و ما الذي تستقبله ؟ وهل أنت مستعد للإيمان بأشياء جديدة ؟ و هل يغير هذا من استقبالك ؟
كل هذه الأسئلة و أكثر خطرت ببالي بمجرد أن نظرت إلى هذا العنوان.. فتعالى معي صديقي القارئ نتأمل فيما نؤمن ؟ و نقارن بما نستقبل..
آمن و استقبل
كتاب “آمن واستقبل” لصاحبته ميليسّا ألفاريز يندرج في قائمة الكتب المهتمة بتطوير الذات. و ترى الكاتبة أن التّطوير الشّخصي على المستوى الملموس نتيجة حتمية للإنسجام مع القوانين الكونيّة والتي تراها مفاتيح لتطوير شتّى المجالات..
كنّا قد قدّمنا من قبل على ألوان العديد من القوانين الكونيّة التي أخذت شهرة كبيرة كقانون الإمتنان و الجذب و التّركيز و الوفرة و غيرها..
إلا أننا اليوم سنختار قوانين جديدة بسيطة في تطبيقها و عميقة في تأثيرها
قانون الفعل
إن قانون الفعل ببساطة يعني أن عليك القيام بفعل شيء لكي تُحقق شيئا
لدى جميعنا أحلام كبيرة.. كل منّا يتمنّى جسدا صحيّا سليما.. و رصيدا بنكيّا وفيرا.. و علاقات داعمة قويّة.. عائلات سعيدة.. مستوى ثقافيّا مرموقا.. حضورا.. كاريزما.. بلاغة.. ثقة… و الكثير الكثير من الأحلام و الصّور الجميلة التي نراها تليق بنا أو نرى أنفسنا نستحقّها .. و طبعا كل هذا ممكن و مشروع
لكن ما الذي فعلته أنا لأصل لكل هذه الأحلام ؟ هل اتّخذت خطوة تجاه جسد صحي ؟ أم اكتفيت بالنّظر للمرآة و التمنّي ؟ هل اتّخذت خطوة لأطوّر من مهاراتي فأزيد من رصيدي البنكي ؟ هل اتّخذت خطوة تدعم علاقاتي؟ تزيد من حضوري ؟ توسّع من مداركي ؟ إن لم أتّخذ خطوة و لو كانت بسيطة فإن حلمي سيبقى مجرد حلم بل سيتحوّل مع الوقت إلى كابوس يذكّرني بعجزي..
و من هنا ينص قانون الفعل على أن الحركة عنصر لا غنى عنه من أجل الوصول إلى المبتغى..
قانون الوضوح
نص قانون الوضوح على أنّك إذا كنت واضحا فيما تريد تحقيقه في الحياة، و تمتلك نوايا واضحة و وضوحا في الغاية، فستحقق رغباتك
الوضوح ببساطة هو تنظيف الصّورة كاملة.. ماذا أريد ؟ أين أنا ممّا أريد ؟ ماذا أفعل كي أصل إلى ما أريد ؟
الوضوح مذهل أينما حل.. فلك أن تتخيّل، صديقي القارئ، علاقات يميّزها الوضوح.. أهداف سيمتها الوضوح.. نوايا.. مخططات.. ستستنتج حتما أن للوضوح تجلي طاغ لا يترك معه أيّ مجال للتّساؤل و الشكّ..
من أجل ذلك يدفعنا قانون الوضوح لإزالة كل الضبابية من حولنا.. حول أنفسنا.. إمكانياتنا.. رغباتنا.. آمالنا.. نعترف بيها و ثم نعزز ما يخدمنا.. أما ما دون ذلك فنسمح له بالرحيل
قانون الانضباط
يعني قانون الانضباط القيام بما تعرف أن عليك القيام به حتى إن كنت لا ترغب في ذلك
غالبا ما يضعنا الحماس على أوّل الطّريق.. غير أنّه سرعان ما يتلاشى لنحتاج قوّة أكبر تدفعنا للمضيّ قدما.. و لا أقوى من الإلتزام بحب تجاه أنفسنا.
الإلتزام تجاه أنفسنا هو عهد نعاهد به أنفسنا من أجل غاية ما و الانضباط تجاه أنفسنا هو القيام بما يجب القيام به من أجل هذا الشيء رغم كل الظروف..
و أحب أن أستشهد بتعريف جميل للانضباط على لسان الكاتب براين ترايسي إذ يقول
الانضباط هو القيام بما يجب القيام به في الوقت الذي يجب القيام به فيه و بالكيفية التي يجب القيام بها بغظ النظر عن الرغبة في القيام به من عدمها..
ماذا بعد القوانين
كثيرة هي القوانين الكونيّة من حولنا.. و لا أعتقد حقّا أنّ معرفتها وحده يضيف الكثير في حياتنا و لكن العمل بها و أخذها في عين الاعتبار لا يمكن أن يمر في حياتنا مرور الكرام.. و كما يقول العظيم واين داير سوف تراه عندما تؤمن به..
كل ما نؤمن به نراه في عالمنا.. إن كنا نؤمن بالخير أو الشر.. بالوسع أو الضيق.. نؤمن بالوفرة أو الشح.. كل تفصيل يتجلى في عالمنا كما هو متجلي في إدراكاتنا
ماذا عنك صديقي القارئ؟ كيف ترى القوانين الكونية ؟ و هل استطاعت بعض القوانين أن تغير نظرتك للحياة؟
