كاوس الدمشقية

كاوس الدمشقية
مأساة شعب أهلكته الحرب

كاوس الدمشقية روايةٌ للكاتبة التونسية سلمى اليانقي! صدرت طبعتها الأولى عن دار ميارة للنشر و التوزيع سنة 2018 و رُفِعت على منصة Good reads..

كاوس الدمشقية رواية تُحاكي ضمائر الشعوب بنقلها لمأساة شعب أهلكته الحرب حتى غدا رمزا لمأساة إنسانية

كثيراً ما يعجز النِّسيان عن تشويش بعض المشاهد المحفورة في الذاكرة مهما طال الوقت أو تغيرت المعطيات! و إن كان أوفر الناس حظًّا هم هؤلاء الذين عجّت ذاكرتهم بمشاهد مُفرحةٍ مُبهجة، فإن أكثرهم بُؤسًا هم الذين تحوّلت مشاهد فرحهم إلى قُضبان يعجزون عن التحرر منها! و رُبّما يتمنّون أنهم لم يعيشوها منذ البداية

أمل من ألم

هناك في أرض الحب و السلام، في أرض الشام، نشأت أروى في عائلة صغيرة! لم يكن سِنُّها الصغير ليمنعها من مراقبة ما يجري حولها! أو استشعار الفُوَّهة التي كانت تتّسِع يوما بعد يوم بين والديها! و في اللحظة التي قررت الأم التخلي فيها عن عائلتها، تحوّلت البنت الصّغيرة إلى إمرأة ناضجة تهتم بأبيها و إخوتها!

صحيح أنّها أظهرت قوة و جلدا، لكن الطفلة في داخلها كانت تعيش صراعا طاحنا! أسئلةٌ و أسئلة تتدافع في عقلها! رفضٌ و غضب كانت عاجزةً عن مقاومتهما! ألم و حيرة زجّا بها في طريق مسدودة قرّرت عندها إنهاء حياتها و الاكتفاء بهذا الحد من العناء!

لكن جعبة القدر لم تنفذ بعد يا عزيزتي! كُتبت لها السلامة لتعيش فصولا أخرى عساها تحمل معها لونا من ألوان الربيع

كاوس الدمشقية .. بين الحب و الحرب

كبُرت الصغيرة و أنهت تعليمها! امتهنت التّمريض لتكون مُساعِدةً لأبيها الطبيب! عادت شيئا فشيئا لتوازنها حتى غدت خير سندٍ للمحيطين بها! كانت راضية بحياتها الهادئة إلى أن دقّ الحُب باب قلبها ليُحوّل رتابة الأيام إلى حياةٍ و حماس

عاشت تفاصيل دافئة قبل أن تندلع الثورة في سوريا و التي سرعان ما تحولت إلى حرب دامية فرقت بين الأخوة قبل أن تفرق بين الأصحاب و الجيران

أين أنت يا كاوس من كل ما يجري حولك؟! أين أنت من الحرب و القتل والدمار! أين أنت بين اليأس والأمل؟! بين الحلم و الألم؟! أين أنت وسط صوت المدافع و صافرات الإنذار؟! إلى أين تهربين من شبح الموت و الخوف والشك؟!!

أروى! الحالمة الصغيرة ليست مختلفة كثيراً عن الآلاف من الحالمات اللاتي نشأن وسط الحروب والدمار! هناك حيث لم يعد للإنسانية مكان! حيث أُفرِغ الكلام من معناه! هناك حيث توؤد القصص قبل البدايات؟! هل يبقى للحلم مكان؟! بل و هل يبقى للحياة معنى؟

You may also like...

Share