عفوا أيها الجبل

من الكره و النقمة إلى العرفان و الإمتنان

عفوا أيها الجبل رواية للفتيان ألفها الكاتب التونسي نور الدين بن بوبكر و تحصلت على جائزة مهرجان كتارا للرواية العربية في دورته الخامسة عن فئة روايات الفتيان

عفوا أيها الجبل ، رحلة بين الحقيقة و الخيال! تنقل تجربة شاب طموح شغوف بالعلم ولوع بالبحث! عاش في أرض الفسفاط فكَرِهه و نقِم عليه! قبل أن يغوص في مُغامرة عجيبة كشفت له أسرارا لم يكن ليتوقعها و لا حتى في خياله

عفوا أيها الجبل

حسّان، وحيد والديه! طفل شغوف بالعلم! عاشق للكتب و البحث و المطالعة! نبغ في دراسته فصار مضربا للأمثال و مفخرة لوالديه! كلّ أهل القرية يغبطون هذا الطفل المُجتهد و يشعرون بالفخر لانتمائه إليهم! كيف لا فهو أمل أرض الفسفاط! إنه لمن دواعي الفخر أن يتميز ابن هذه الأرض القاسية و يشق طريق العلم بنجاح و يرفع اسم قريته عاليا بين القُرى و المدن
لكن حسّان لم يكن بمثل هذه السعادة! جبل الفسفاط القابع أمام منزله يُعكِّر صفوه و يشعره بالعزلة! إنَّه يحجب عنه العالم و يملؤ رئتيه بالغبار الخانق! إنه يستهلك عُمُر والده، العامل في مناجم الفسفاط، و صِحَّته رُويدا رُويدا! و يُضني أُمَّه في أعمال التنظيف كل يوم! إنّ حسّان ناقم على هذا الجبل و لا يرى له نفعا! بل إنّه يتمنى من قلبه أن يختفي هذا الفسفاط من حياته ليرى العالم بشكل أجمل

أرض قاسية و قلوب دافئة

صحيح أن أرض الفسفاط قاسيةٌ، جدباءُ، شحيحةٌ لكن أهلها يتميزون بطيبةٍ و تآزرٍ تشدّ هِممهم و تُعينهم على قسوة الحياة! و كان هذا كفيلا بأن يُخفف على حسان ثِقل الجبل في نفسه! فكان عاشقا، كأقرانه، لحكايات الجارة أم الخير التي تأخذه إلى عوالم ساحرة مليئة بالأبطال أصحاب القدرات الخارقة!
و في ليلة إجتمع فيها أهل القرية احتفاءً بنجاح هذا النابغة الصغير، قررت أم الخير مكافأة الأولاد بحكاية من حكاويها الشيقة

نيروز بطلة الحكاية

حدثتهم صاحبة الصوت الرخيم عن نيروز! تلك السيدة الطيبة التي لم تُرزق بأولادٍ و التي استنفذت كل الحلول المتاحة في سبيل أن تقرّ عينها بطفل يملؤ عليها حياتها! و لما شاعت قصتها بين الجيران نصحها الأصحاب بالإستعانة بالسّاحر زعفران، القادر على تحقيق المُنى و الأمنيات! و قد وافق زعفران فِعلا على مُساعدة نيروز المُشتاقة، غير أنه اشترط عليها أمراً أدخلها في حيرة كبيرة!
استغرب الأولاد و تفجَّرت الأسئلة في أذهانهم عن قُدُرات هذا السَّاحر الخارقة! و عن مصير نيروز و عن الشرط الغريب! غير أن الحكواتية المُحترفة كانت تُتقن اختتام الفصول لتزيد من تشويق الأطفال و ترغيبهم!

انصرف الجميع للنوم في انتظار الصباح بشوق لاستكمال حكاية نيروز و الساحر زعفران

حارس الجبل

و بينما كان حسّان يغط في نومه منتظرا الصباح كأقرانه، زاره زائر غريب! فتح الصبي بابه فبُهت لمّا عرف هويّة زائره! إنّه حارس جبل الفسفاط! يا إلهي! أتستحقُّ كومة الغبار هذه حارسا!
لم تكن زيارة الحارس وِدّيّة فقد جاء  يُعاتب حسّانا على كرهه العميق للفسفاط و سُخطه الدائم عليه! لكن الفتى كان يملك مبرِّرات لم يبخل على الحارس بتعدادها! حينئذ، اكتشف الحارس براءة الصبي و طيبة نواياه فدعاه لرحلة قصيرة تكشف له شيئا مما يجهل

لبَّى حسّان الدعوة بدون تردد، و إن كان خائفا من أن يُروِّح عليه موعد الحكاية! فخفض له الطائر جناحيه و هوّن عليه أمر الحكاية و وعده بأن يُتِمّها له! زادت الحيرة و الدهشة فأنى لهذا الحارس أن يعلم بأمر حكايات أم الخير!! لم يُعر الطائر اهتماما لحيرة الفتى و حمله بعيدا في سرعة جنونية حتى خُيِّل له أنّه أصبح خارج الزمان

رحلة عبر الزمان

أخبر الحارس حسانا أن الفسفاط كنز ثمين و أن قريته محظوظة لاحتواء أرضها عليه! أكّد له أن دول العالم القوية تتسابق من أجل الظفر به! و أن الفسفاط مفتاح قريته للخروج من الفقر و التّهميش! كيف لا و أهلها هم من يخرجون هذا الكنز من باطن الجبال!
لم يكن حسان مقتنعا بكلام الحارس إلى أن وصلا إلى مكان ليس بالغريب عليه لكنه لم يتعرف عليه بسرعة! يا إلهي! إنها قريته المنسية! لكنها جميلة جداً! أخرج الحارس الطفل من ذهوله عندما أخبره أن هذا ما سيكون عليه حال قريته عندما تطالها يد التنمية عرفانا لأهلها بجميل عملهم في استخراج الفسفاط

عفوا أيها الجبل

ذُهل حسّان! ألهذا الغبار كل هذا النفوذ؟! نعم و ليس هذا سوى غيض من فيض! إنه لثروة عظيمة حبا بها الله هذه الأرض الطيبة! أكمل حسان رحلته بمزيد من الشغف و الذهول و اكتشف عالما آخر جعله يُغيّر نظرته الحاقدة على الفسفاط ليحمل له مشاعر الامتنان و العرفان

هيا يا صديقي! شارِك حسّان رحلته لتتعرف على ما سبِقك إليه و لتكتشف عالما يكسر حاجز الزمان و يغوص في المستقبل!
تعرف على عفوا أيها الجبل ! هذا العمل الفائز بجائزة كتارا للرواية العربية عن فئة روايات الفتيان

You may also like...

Share