الخيميائي
الخيميائي رواية كتبها الروائي والقصاص البرازيلي باولو كويلو سنة !1988 ترجمت فيما بعد لحوالي 81 لغة! لتدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية لأكثر كتاب مترجم لمؤلف على قيد الحياة
الخيميائي الرواية المتحصلة على 3.88 من 5 على منصة Good reads مازالت إلى اليوم تحقق في نسب قراءة مرتفعة وذلك لبعدها الفلسفي والرمزي
الخيميائي
الصورة الذاتية
سانتياغو شاب فتي! فضّل أن يكون راعيا على أن يكون تلميذا في الكنيسة! اختار المهنة التي تقربه من حلمه و تمكنه من زيارة البلاد المجاورة و التعرف على الثقافات و الأكلات! ألِف صحبة الأغنام و تعوّد الإستئناس بأصوات العصافير! تعلّم الاستدلال بالنجوم و أدمن قراءة الكتب و الخرافات! ساح بين السهول سعيدا فخورا بنفسه لا يرى نفسه راعيا يجول بالأغنام بل يرى نفسه إنسانا قويا يحقق حلمه و يلاحقه في التجوال
الحدس وصوت القلب
إعتاد سانتياغو تصديق حدسه و الإنصات لصوت قلبه! من أجل ذلك لم يتردد قبل أن يقصد غجرية يطلب منها تفسير حلم زاره في المنام يرى نفسه فيه سعيدا قرب أهرامات مصر! لم تخيب الغجرية ضنه و شجعته للذهاب للأهرامات و البحث عن كنز ينتظره هناك! بل و طلبت منه حصتها من الكنز
قرر الفتى ملاحقة حلمه و البحث عن كنزه دون تردد أو تفكير! و بينما هو ينظر لأغنامه مفكرا في مستقبلها إذ بشيخ يقترب منه و يطلب منه اشتراء الأغنام! استغرب الشاب لكن الشيخ ابتسم قائلا: لا تهتم مامن نية صادقة إلا و تكتف الكون من أجل تحقيقها!
زادت الدهشة! من أين يعلم الشيخ! لا بد أنه ذو بصيرة عالية! استرسل الشيخ.. أنصت لصوت قلبك و انتبه لإشارات الكون و استمتع بأسطورتك الذاتية.. رنت كلمات الشيخ رنين الثريا في قلب الفتى! و باع أغنامه سعيدا و انطلق نحو الشرق ملاحقا حلمه..
الخيميائي .. إشارات الكون
الواقع بين الأمل والعجز
بعد أيام قليلة، وجد سانتياغو نفسه في بلاد العرب! لا يعلم لغتهم و لا يعرف بلادهم لكن الحماس يشع في قلبه! سرعان ما لفت الفتى انتباه عربي علم أنه أجنبي! اقترب منه و خاطبه بلغته! استبشر سانتيغو و طلب منه ارشاده للأهرامات! أعطاه كل المال الذي يمتلكه و تبعه للسوق من أجل شراء الجمال! كان سانتياغو سعيدا منبهرا بالسوق و البلاد و العباد قبل أن ينصت لصوت قلبه يستغرب استسلامه و ثقته بالغريب! نظر ليُكذب حدسه لكن حدسه لم يخنه قط! اختفى العربي ليترك الفتى وحيدا غريبا مفلسا
ماذا فعل بنفسه! هجر حياته و خان أغنامه ليطارد وهما رمى به في بلاد بعيدة! أهكذا يتكتف الكون من أجله
تماسك الفتى و قرر العودة لبلاده! و صارت العودة لبلاده أقصى أمانيه
وراء كل محنة منحة
أنصت لصوت قلبه الذي طمأنه! و استغرق في النوم ليجد نفسه في اليوم الموالي مساعدا مجتهدا في دكان عتيق للبلور! سرعان ما تعلم سانتياغو اللغة العربية! و سرعان ما ألف صنعة التجارة و المعاملات! فازدهرت التجارة و وازدادت سعادة التاجر بفتاه! أما الفتى فكان منهمكا في العمل من أجل العودة لوطنه
بعد بضعة أشهر جمع المال الكافي و استعد للعودة! و كان قد قصَّ سابقا قصته لصاحب المتجر الذي قطع تسلسل أفكار العودة بسؤال استنكاري! ماذا عن حلمك؟! ماذا عن أهرامات مصر؟
ماذا إذا! هل يواصل اتباع الاشارات؟ نعم سيعيش حلمه حتى النهاية
لكنه الآن يتقن اللغة العربية و يستطيع العودة للتاجر متى ماشاء.
الخيميائي .. بداية جديدة
التحق سانتياغو بقافلة تشق الصحراء في اتجاه واحة الفيوم ليقترب من أهرامات مصر أكثر و أكثر! خلال رحلته تعرف على انجليزي يلاحق هو الآخر اسطورته الشخصية و يبحث عن الخيميائي الذي يسكن الصحراء و العالم بأسرار البشر! لم يستسغ رفقته في البداية لكنه أنصت لصوت قلبه و أخذ يستشعر الإشارات
إندلعت الحرب في الصحراء! و صارت حياة الفتى في خطر و حلق شبح الموت حول القافلة التي باتت تسارع في إتجاه الواحة حيث السلام و الهدنة! وخلال تلك الأيام إستمر سانتياغو بمراقبة الصحراء! تعلم حركات الطيور و أنصت للرياح و هي تشكل الكثبان! تأمل الهدوء المخيف و أنصت لصوت قلبه! إهدأ ستصل حتما
وصلت القافلة أخيرا و هناك أصبح الفتى على بعد أيام من الأهرامات لكن الحرب المندلعة تمنعه من مغادرة الخيام
هناك التقى فاطمة! و علم فور رؤيتها بأن قلبه يعرفها منذ زمن! كان متأكدا أنها كذلك! صارحها بحبه و حدثها عن حلمه و توقع منها أن تحرص على سلامته و تمنعه من دخول الصحراء! لكنها خشيت عليه من عدم تحقيق حلمه و دفعته للمضي قدما! وعدته بأن تنتظره و أخبرته أنها تستمد قوتها من الحب و أنه يستمد قوته من أسطورته الشخصية! فإن هي حالت دونه انطفأ و لن يلبث حبها أيضا أن ينطفئ!
يال قلبك يا سانتياغو! أنصت إليه ثانية و مضى قدما في الصحراء رغم خطر الحرب
تَوَقَّف لِوَهلة وأَعِد النَّظر
أخيرا لاحت الأهرامات! نظر إليها مشتاقا! فوجد نفسه كما في الحلم! أخذ يحفر و يحفر قبل أن يداهمه رجال من الصحراء كادوا يقتلوه لولا أن حدثهم عن حلمه فضنوه مخبولا! أخذوا ماله و تركوه ليجد نفسه ثانية فقيرا غريبا يلاحق الوهم! لكنه فهم هذه المرة أن كنزه الحقيقي ليس في الأهرامات و لكنه في حلمه الذي لاحقه فزار البلاد و وجد فاطمة و عرف الحب! تعلم التجارة و اللغة بالإضافة إلى فن التعامل مع الأغنام! تعلم الإستماع لصوت الطبيعة و لغة الكون
تعلم أن الأسطورة الحقيقة في الرحلة العظيمة المليئة بالتجارب و الدروس