العادات الذرية

العادات الذرية

العادات الذرية للكاتب جيمس كلير! كتاب يُفصّل في قيمة تراكم العادات الصغيرة و أثرها البالغ في حياتنا! كما يُقدم إقتراحات تُسهل إكتساب العادات الإيجابية! و أخرى تسهل التخلي عن العادات السلبية

يُعد جيمس كلير خبيرا في العادات! و قد حقق كتابه مبيعات ضخمة و ترجم لعديد اللغات! كما أنه متحصل على أكثر من أربعة من خمسة على منصة Good reads بتاريخ إصدار هذا المقال

أما عن العادات، فجميعنا نعلم قيمة العادات الإيجابية في حياتنا و نطمح لترسيخ المزيد منها! لكننا عندما نختار عادات جديدة فإننا نجنح لاختيار عادات ضخمة! كأن يختار أحدنا تكريس عادة قراءة كتاب في الأسبوع! في حين أنه في الوقت الحالي قد لا يقرأ كتابا في السنة بأكملها! ما الحل إذاً؟ و كيف يقدم الكاتب العادات؟! و يساعد على اكتسابها؟

العادات الذرية .. مقدمات.. 

ماهي العادات؟

لكل منا طقوسٌ خاصة به ترسم تفاصيل حياته! و كلُّ شيء في تفاصيل حياةِ أي منا يندرج في إطار عادات معينة! روتين الصباح عادة! أسلوب السياقة عادة! وقت النوم عادة! ممارسة الرياضة عادة! كل شيء نمارسه مرتين متتاليتين مؤهل لأن يصير عادة! و العادة تصبح مع الوقت برنامجا أوتوماتيكيا يعمل بصفة تلقائية ليختصر على العقل مساحة التفكير و التركيز و التحليل

من هنا تأتي أهمية العادات و خطورتها على حد السواء! فإن كنت مُتعودا على شرب كأس من الماء مباشرة عند الإستيقاظ فقد كرّست عادة حميدة لن تحتاج مجهودا لتذكّرها! أما إن كنت قد كرّست عادة شُرب كأس من المشروبات الغازية بعد وجبة الإفطار فستحتاج مجهودا لتتخلى عن هذه العادة الخبيثة.

والمثير للإنتباه في مسألة العادات أن الإيجابية منها تتطلّب مجهودا كبيراً قبل أن تصير جزءا من هويتنا! في حين قد لا يتطلب الأمر أكثر من إعادة واحدة كي تتجذر العادة السلبية فينا.

لماذا هذا الاختلاف؟! وكيف نساعد أنفسنا على تكريس العادات الجيدة؟! وكيف نتمكن من التخلي عن العادات السيئة؟! 

تكريس العادات 

الحلَقة 

يقول الكاتب، جيمس كلير، أن أي عادة نستطيع اختزالها في حلقة متكونة من أربعة مراحل: الإشارة، التوق، الإستجابة و المكافأة 

الإشارة: هي المحفز الذي يستفزك لممارسة النشاط! كأن يكون مثلا إشعال صديقك للسيجارة.

التوق: هو الشعور الداخلي الذي تتوقع الحصول عليه إذا ما استجبت للإشارة! كأن تشعر بمزيد من الهدوء بعد إشعال السيجارة.

الاستجابة: أن تقوم فعلا بالعمل! و تُشعل السيجارة.

المكافأة: الشعور الذي يغمرك مباشرة بعد الإستجابة. 

اخترت أن اضرب مثال العادة السلبية لأن وراء كل عادة سلبية متعة لا تدوم سوى لحظات! و لكنها لحظات كافية لِتُكوِّن هذه الحلقة! و من هنا تأتي سهولة اكتساب العادات السلبية!

في حين أن العادات الإيجابية تعزز قيمة! وتحتاج وقتا و صبرا قبل أن تبدأ في الحصول على المكافأة! فإن كنت قد بدأت المشي لعشرة دقائق في اليوم فربما ستحتاج شهرين أو أكثر قبل أن تبدأ في ملاحظة تغييرات على جسدك! و بما أن المكافأة متأخرة فإن الشخص سيستسلم على الأغلب و ينسى الأمر! إلا لو كان فعلا يتحلى بالصبر و المثابرة

العادات الذرية .. ماهي و لماذا؟

تحدثتا منذ قليل عن المكافأة المأجلة التي نجنيها من العادات الإيجابية! و تحدثنا عن الطاقة الهائلة التي يتطلّبها الأمر للمواضبة و المثابرة على عادة لا تعطينا عائدا سريعا! و هنا تأتي قيمة العادات الذرية! فتصغيير العادة و تبسيطها يسهل على العقل فكرة تقبلها! وبما أن التكرار هو أهم ما تحتاجه عملية بناء العادة فإن العقل لا يحتاج الكمية في شيء.

و لنضرب أمثلة على هذا:

لتكريس عادة القراءة، يكفي قراءة صفحة واحدة كل يوم.

لتكريس عادة الرياضة، يكفي القيام بحركات تمدد بسيطة لدقيقة واحدة كل يوم.

لتكريس عادة التأمل، يكفي الجلوس بدون حركة لمدة دقيقة واحدة كل يوم.

لتكريس عادة الغذاء الصحي، يكفي إضافة صحية واحدة كل يوم.

هذه الحركة البسيطة التي نواضب عليها كل يوم و باستمرار تُجذّر و بقوة العادات الإيجابية! و بمرور الوقت سيصبح الأمر حاجة! و ستصبح المكافأة هي الشعور بالرضا عن النفس الذي يعززه الإنجاز! حينها، مجرد قراءة صفحة واحدة سيصبح صفحات! و دقيقة التمدد ستصبح برنامجا رياضيا يوميا! والإضافة الصحية الواحدة ستصبح حياة! و دقيقة التأمل ستصبح أسلوبا..

الذرة على صغرها هي نواة كل شيء! فلا تستصغر أي إضافة تُثري بها حياتك! وتذكّر أن أول الغيث قطرة! وأن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة..

العادات الذرية .. كيف نبنيها؟ 

في الحقيقة، هذا الكتاب ثري جداً بالأمثلة المختلفة للعادات التي تؤثر على جميع أصعدة الحياة!  عادات تؤثر على الصحة، العلاقات، العمل و حتى العادات نفسها! لكننا كالعادة على ألوان نكتفي بتقديم بعض النقاط! و ندعوك، صديقي القارئ، لأن تتطلع على الكتاب لتحقق أقصى استفادة 

إجعلها سهلة 

تحدثنا عن تصغيير العادة باسهاب في الجزء الأول من التقديم! أما الآن فسنركز على البيئة التي تحتاج توفيرها لتعزيز فرص نماء هذه العادة! أعتقد أنك توافقني الرأي بأنه سيستحيل على مدخن ينوي الإقلاع عن التدخين تحقيق هدفه بينما يجلس في المقهى كل يوم رفقة أصدقائه المدخنين! من الأسهل و الأقرب للمنطق أن يبتعد عن المدخنين بصفة كلية!سيصعب عليك فعلا الإلتزام بالخروج يوميا للمشي مدة خمسة عشر دقيقة! لكن الأسهل متابعة برنامج للمشي من البيت.

في الحقيقة، كلما قل المجهود المبذول كلما سَهُلت عملية اكتساب العادة الجديدة! لذلك احرص أن تجعلها سهلة

إجعلها واضحة 

قبل النوم، و عندما أخلد لفراشي أقرأ صفحة من كتابي.

في الصباح بعد ما أغسل وجهي، أشرب كأسا من الماء.

بعد الصلاة، أجلس على سجادتي ساكنا لمدة دقيقة.

قبل الاستحمام، أجري في مكاني لمدة ثلاثين ثانية.

هل ترى معي أن هذه العادات واضحة و محددة بزمان و مكان؟! هذا الوضوح يسهل عليك إدراج عاداتك الجديدة في جدولك اليومي! في حين ترك المجال مفتوحا قد يؤجلها ساعة بعد ساعة! لتجد يومك قد انقضى بدون حتى هذا القليل جدا من التغيير

إجعلها مسترسلة

التكرار هو أحد أجمل أسرار هذا الكون! و هو أيضا سلاح ذو حدين! فإذا كررت ما يخدمك فقد زدت أدوات نجاحك! و إن كررت ما لا يخدمك فقد زدت من أدوات تراجعك! لذلك فاحرص دائما على الإنتباه لما تكرر.

و إن حصل و قطعت سلسلة عادتك الجديدة مرة فاحذر أن تسمح بتكرار هذا الإنقطاع مرة أخرى! عُد بسرعة و إلا فأنت في طريقك لبناء عادة جديدة لا تخدمك

الآن أود أن أذكرك، صديقي القارئ، بأن الإستمرار و المثابرة ثنائي لا بد و أن يتحلى به كل سائر في طريق التطوير.. 

في الختام، نشكرك صديقي القارئ على إختيار منصة ألوان لترافقك في عالم النور هذا عالم الكتاب! و يسعدنا جدا أن نكون محطة إنطلاق لخطوة جديدة في طريق التطوير..

أخبرنا قصتك مع العادات و ماهي عاداتك الذرية التي اختبرت إضافتها في حياتك أو تنوي ذلك؟

ندعوك مجددا للإطلاع على هذا الكتاب الثري و هو متوفر مع خدمةالتوصيل لكامل أرجاء العالم في مكتبة جليسكوم..

You may also like...

Share