لكنود
لكنود للكاتب إسلام جمال، كتاب صغير العمر، عالي الصّيت، شديد الأثر.. تناول فيه الكاتب واحداً من أجمل المواضيع التي تستحقّ أن نتحدّث فيها وهو الإمتنان.. لكنود كتاب مُتحصّل على 4.47 من 5 على منصة Good reads بتاريخ تقديمه على ألوان
لكنود كتاب يُقدّم عبادة الإمتنان بشكل مُفصّل ويُعلّمنا فنّ الإنتباه للنّعم من حولنا
لكنود
رتابةٌ و ملل
حياتي لم تكن تختلف عن حياة أغلب النّاس! مُملّة، رتيبة، مُتكرّرة لا جديد فيها! لم أكن أشعر باختلاف في أيّامها و كنت أترقّب مُرور السّاعات لعلّ مُعجزةً تحُلّ لِتُشعرني بالسّعادة
في يوم، يبدو أنّ الله شاء فيه إحداث تلك المُعجزة، استيقظت صباحا جُثّة، حَسِبتُ أنّ روحي غادرتها! إذ لا قُدرة لي على التّحكّم في أيّ عُضوٍ فيها! ظننت لوهلة أنني قد مِتُّ و انتقلت للحياة الأخرى! ففي هذا العالم الجديد لا قدرة لي على البصر و لا على السمع! لا يدين لي و لا قدمين! لا أستشعر شيئا و لا أفهم ما حولي! هل متّ؟! هل غادرت الحياة الدنيا؟! أكابوسٌ مُزعجٌ هذا الذي يُكبّلني؟
أخيراً انتبهت
مرّ من الوقت قدرٌ أعجز عن تقديره قبل أن تبدأ الصّورة تتّضح من حولي شيئا فشيئا! بدأت أميّز الأصوات و أتعرّف المكان! بدأت أستشعر جسدي و أتحكّم في أطرافي! مرّ قدر من الوقت لا أستطيع حصره لكنه كان كفيلا بأن يُغيّر معنى الحياة في نظري
لقد أُصبت بشلل النّوم فأدركت حينها أنّ المُعجزة التي كُنت أترقّبها، كانت حولي طوال الوقت تُحيط بي بل و تسكُنني! كانت فقط تحتاج انتباهي
لكنود
هاتين العينين اللّتين أفتحهما كلّ صباح فيُنيرا العالم من حولي مُعجزة! و هاتين الأذنين اللّتين توصلانني بما حولي فأُنصت إلى أصوات أبنائي و ضجّة الحياة هما معجزة! و هاتين اليدين اللّتين أقضي بهما حاجتي و أرفع بهما الطّعام لفمي مُعجزة! هذين القدمين مُعجزة! هذا الأنف مُعجزة! هذه الحياة مُعجزة
مُعجزات و مُعجزات في داخلي و من حولي! لم أكن أراها! بل كُنت! لكنّي لم أُدرك يوماً قيمتها! أمّا وقد إستشعرت فقدها فقد أدركت كم كُنت غافلا عنها
ذلك اليوم كان يوماً فارقا في حياتي أيقضني من غيبوبة طويلة! جعلني أشكر الله كلّ يوم على مئاتٍ من الأسباب التي أستطيع عدّها و ملايين أخرى أعلم بعضها و أجهل الجزء الأكبر منها! جعلني ذلك اليوم أُدرك معنى السّعادة بما أنعم و أعيش الحياة يوما بيوم شاكرا حامدا راضيا مُمتنّا
مفاتيح السعادة
أمّا وقد تذوّقت الرّضا و نعمت بالسّعادة و أيقنت أنّ الطّريق مفتوحة للجميع، فاسمح لي، صديقي، أن أذكّر نفسي و أذكّرك بمفاتيح صغيرة بسيطة في شكلها، عظيمة الأثر في مضمونها
عبادة السّعادة
إختر أن تكون سعيداً و ارصد سُبُل السّعادة من حولك! إسمح لنفسك أن تنتبه للتّفاصيل الصّغيرة بتوجيه تركيزك عليها! يقول العارفون أنّ ما تُركّز عليه يزداد و يكثر و يقول ربّ العارفين “إِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ” قُضي الأمر إذاً.. وجّه تركيزك نحو كلّ جميل حولك و فيك و منك و إليك و اشكر و امتنّ و انعم بكرم خالق الكون
إجعل لحياتك معنى
إبحث عن المعنى الذي تعيش من أجله! إملأ نفسك شغفا و حُبّا و إجتهد في سعيك و تذكّر “أَنَّ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلّا مَا سَعَى” إجعل الصّباح ينتظرك ليشهد على عملك و الليل يستقبلك ليُهنِّؤك على يومك
كُن مسؤولا
توقّف عن اللّوم و العتب! و ابتعد عن التّحسّر و النّدم! و كُن مسؤولا عن ما بدر منك و ما وصلت إليه و ما ترنو إليه!
دقّات قلب المرء قائلة ٌ له —- إنّ الحياة دقائق و ثوانٍ
أحمد شوقي
هذه الثّواني التي تهدرها غضبا أو ندما أو تحسّرًا هي جزء من عمرك لن يعود أبداً! تذكّر ذلك دائماً في كلّ حين لتختار مُقابلا يليق بجزء من عمرك تقضيها فيه..
لكنود
أخيراً، كُن مع الله في كلّ وقت و حين! فهو الأوّل و الآخر! هو الوكيل! هو السّميع و هو البصير.. فماذا تختار أن يسمع منك أو يُبصر فيك؟! كُن من الذين قال عنهم “وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ”
النّسخة الرّقميّة من كتاب لكنود منشورة على الصّفحة الرّسمية للكاتب إسلام جمال على الفيسبوك