قواعد العشق الأربعون

قواعد العشق الأربعون
فلتكن ما شئت و لأكون ما أشاء! المهم أني أراك و تراني بعين الحب

تقديم كتاب مثل قواعد العشق الأربعون لصاحبته أليف شفق والمتحصل على 4.15 من 5 على منصة GoodReads   ليس بالأمر الهين! من أجل ذلك لن يكون  هذا التقديم تلخيصاً لفحواه ولن يكون تجميعاً للاقتباسات! بل سيكون إقتضاباً لما ترك في نفسي ولو كان أثره أشد عمقاً بكثير..

قواعد العشق الأربعون

انتابتني مشاعر متناقضة مختلطة عندما تأملت حياة “إيلا”! إيلا، المرأة الأربعينية، ربة البيت المنكبة على شؤون منزلها بهمة و نشاط! الأم لثلاثة أطفال: بنت و توأمان! الزوجة الحريصة على زواجها الذي بلغ من العمر عشرين عاما! لم أفهم كيف مرت عشرون سنة قبل أن تحاول إيلا تقييم حياتها بصدق لتجد نفسها تبذل مجهودا جبارا لتحافظ على عائلتها متماسكة و سعيدة.. و قد كانت كذلك فعلا للناظر.. لكن الحقيقة مريبة و مخيفة لدرجة أنها لم تكن تشاء أن تعترف بها مع نفسها!

كانت إيلا تعلم منذ سنوات طويلة بمغامرات زوجها العاطفية التي لا تنتهي! لكنها لم تمتلك الشجاعة يوما لمواجهته.. كانت تقنع نفسها بأنهن عابرات و بأنها الباقية في قلبه أو على الأقل في بيته! كانت إيلا تعلم أن مراقبتها المتواصلة لأبنائها قد ضيقت عليهم الخناق لدرجة فقد الأولاد فيها إحساسهم بالأمان! كانت إيلا تعلم أنها ترغم نفسها على هدر ساعات طويلة في المطبخ لكي تشغل نفسها بالمائدة الوفيرة و تنسى الفراغ الذي يستوطنها و يكبر في أعماقها يوما فيوم! لكن لا شيء ثابت فكل شيء متغير و هذه إحدى القواعد الأربعين التي دخلت حياتها فقلبتها رأسا على عقب!

حملت الأقدار رواية بين يدي إيلا لتراجعها و تقدم تقريرا عنها لدار النشر! و لم تكن إيلا تعلم أن تلك الرواية ستكتب فصولا جديدة في حياتها مختلفة جدا عن كل ما سبقها! كانت الرواية تنقل رحلة شمس التبريزي مع جلال الدين الرومي.. هذه الرحلة التي كشفت لإيلا حياة الصوفي و علاقته بالحياة و الحب!

شمس التبريزي و جلال الدين الرومي

كان شمس صوفيا متضلعا في علوم كثيرة، متأملا للكون، عاشقا لدين الحب.. كان يجزم أن الله هو الحب و حيث ما وجد الحب فقد وجد الله!

“الحب”! لم تعد هذه الكلمة تعني لإيلا الكثير! بل تذكرها بالإهانة التي تعيشها جراء حب قديم جعلها تعيش اليوم مع رجل لا تربطه بها سوى حياة رتيبة مملة

شاءت الأقدار أن تحمل شمسا، الدرويش الجوال، إلى “قونية” حيث يقيم مولانا جلال الدين.. الإمام العالم ابن العالم، صاحب الخطاب البليغ و السيط الرفيع! ذلك الذي يتهافت الناس على خطبه و مجلسه و يطمعون في لمح ظله من بعيد عند مرور موكبه! في الحقيقة أن شمسا كان يبحث عنه و ما نزوله بقونية إلا من أجل ملاقاته! و منذ اللقاء الأول أحس الرومي أن شمسا هدية من الله إنما حلت به لترفعه درجات و درجات!

سرعان ما انتشر سيط شمس، الرجل الغريب الذي أسر مولانا في بيته فما عاد يأبه لتلاميذه و لا لخطبه و لا حتى لأفراد أسرته! ارتفعت الأصوات رامية إشاعات و أخبار كثيرة هنا و هناك مما جعل عدد الحاقدين على شمس يزداد يوما بعد يوم! ليس هذا و حسب بل إنها طالت الرومي أيضا! غير أن كلاهما منغمس مع الآخر يتبادلان الأفكار و المعارف و يتأملان القواعد الأربعين التي كان شمس يقدم إحداها كقانون يبسط به حال الدنيا فتجده متقبلا لكراهية الآخرين له فهم يجهلون داخله، مبتسما في وجه السكير و الغانية و الشحاذ كما يبتسم في وجه خليله الرومي فالحب يشمل كل الناس بمختلف تطرفاتهم و ليس لمخلوق الحق في الحكم على دواخل الناس و نياتهم، متفكرا في جمال الكون و أثر الحب أينما حل!

أحست إيلا برغبة ملحة في مراسلة الكاتب لتستفسر أكثر! أحقيقة أن الحب هو دين شمس؟! أله كل هذا الأثر على النفس و الغير؟! أم أنه يبالغ و حسب!
راسلت إيلا “عزيزا” و كانت رسالتها الأولى فاتحة رسالات عديدة تحدث فيها عزيز بحماسة عن فكرة الصوفية و عن شمس و كان يحاول دائما إسقاط ما قد كان في حياة شمس على حياته و إيلا! لم تعرف إيلا كيف و متى لكن رسائل عزيز صارت مصدر سعادتها الوحيد! صارت تنتظرها بفارغ الصبر و تتلهف لقراءتها بجنون! لقد أحبته..

عامة الناس و قواعد العشق الأربعون

صحيح أن العامة من الناس يكرهون شمسا لكن محبيه كثر! فقد أحبه سكير لمجرد تواضعه أمامه و تبادل أطراف الحديث معه! فقواعد شمس تقول أن داخل الإنسان في بحث دائم عن الله حتى و إن كان تائها في خمارة! أحبته غانية لمجرد أنه طمأنها بأن باب الله مفتوح لها دائما و حسبها الله يغنيها عن نظرات البشر و همساتهم و الحب في داخلها كفيل بإسكاتهم! أحبه شحاذ فقير مشوه الوجه لمجرد أنه تطلع إليه بعينين ممتلئتين فلم تصده تشوهات وجهه بل جذبه جمال روحه! لكن لا حب يضاهي حب مولانا جلال الدين! لقد جعله هذا الحب يقطع مع كل الأصنام التي كان يوقرها العالم الجليل! لم يكن مولانا يرى من الناس سوى المعجبين و لم يكن يتحدث الا مع من يحضرون إليه! لم يحاول من قبل البحث عن من يحتاج إليه أو اختبار قواعده مع فئات جديدة من البشر! لكن شمسا فتح عينيه و قلبه على الحب اللا مشروط

هل تلاحق إيلا الحب و تنسى ما كان من حياتها لأربعين عاما؟! هل تنسى الماضي و تتجاهل المستقبل لتنعم باللحظة الراهنة؟! هل بلغ منها الحب مبلغا يجعلها لا تحيا سوى من أجله؟! هل سيشفيها من أوجاع سنين؟

لعل شمسا يعيش في قلب كل واحد منا! لعله يتربص لحظة اتصال واحدة صادقة تسمح له بأن يرتفع بنا أو يرفعنا إلى مكان جديد أجمل لا يهتم بالعناوين! فلتكن فيه ما شئت و لأكون ما أشاء! المهم أني أراك و تراني بعين الحب

You may also like...

2 تعليقان

  1. يقول Buy CBD:

    It’s not my first time to visit this website, i am browsing this website dailly and take fastidious facts from here
    daily.

    My web-site Buy CBD

    • يقول سناء العميني:

      That’s an honor ^_^ Thank you! You are more than welcome in “Alwen” and I hope you always find useful and helpful things here 🙂

Share72