دع القلق و ابدأ الحياة

دع القلق و ابدأ الحياة
«دع القلق وابدأ الحياة» كتاب يساعدك على فهم القلق، التحرّر من التفكير السلبي، والانطلاق نحو حياة أكثر هدوءًا ورضا.

هل يستطيع الإنسان يا ترى أن يتغلّب على القلق تماما ؟

أم أن القلق حقيقة من حقائق الحياة التي لا بُدّ من تقبّلها و التّعايش معها ؟

هل يمنعنا القلق حتما من الحياة ؟ أم أنّه نافذة يتسرّب من خلالها معنى الحياة ؟

هل يحتاج القلق كتابا يعلّمنا كيف نتغلّب عليه ؟

نعم و ربّما كتبا.. و إن كان كتابنا لليوم “دع القلق و ابدأ الحياة” قد كتب منذ ما يناهز عن ثلاثة أرباع قرن إلا أنّني أراه ملائما لحياتنا اليوم أكثر بكثير ربّما لما كتب له..

“القلق” طيف هادئ بطىء الحركة.. يتسرّب بصمت حتى لا يكاد يظهر أثرا.. لكنّه يتجذّر بعمق حتّى يحوّل سكينة الرّوح إلى وحشة و ألم.. ثمّ يشتدّ عوده ليصبح مرضا يضعف الرّوح و الجسد معا.. 

لكن لماذا القلق ؟ و هل يحتاج الأمر فعلا المخاطرة بنعيم الحياة ؟ هذا ما يعلّمنا إيّاه ديل كارينجي في كتابه “دع القلق و ابدأ الحياة” من خلال نقل تجارب أناس واجهوا القلق بشجاعة فاستردّوا حياتهم و آخرين استسلموا له فخسروها..

دع القلق

ما هو القلق ؟

مجرّد وهم! استغراق في التّفكير السّلبي! خوف بالغ من المستقبل و تشاؤم تجاه ما يحمله.. ماذا لو فشلت ؟ لو لم أنل استحسان مديري ؟ أو إعجاب أصدقائي ؟ ماذا لو خسر مشروعي ؟ لو أصابني مرض قاتل ؟ لو انقلبت سيّارتي أو اصطدمت بالقطار ؟ سلسلة لا نهائية من “ماذا لو؟” 

و مهما ظننت أنّك شخص صلب قوي فلا بدّ للاستغراق في هذا التّفكير أن ينال منك عاجلا أم آجلا.. فليس القلق بذلك الرّجل الشّجاع الذي يواجهك بجسارة و لكنّه ذلك الشّيطان الخبيث الذي يتسلّل إليك ببطء و هدوء حتّى يتمّكن منك.

لماذا القلق ؟

هل فكّرت صديقي القارئ ؟ هلّا أغمضت عينيك للحظات لتتساءل لماذا القلق ؟ هل تراه أمرا طبيعيّا في ظلّ كل ما تعيشه اليوم ؟ نسق حياة سريع لا يترك مجالا للاسترخاء ؟ التزامات كثيرة هنا و هناك ؟ شعور بالعجز تجاه بعض المشكلات ؟ مرض حبيب أو فقدان عزيز أو رّبما وهن جسدي ينغّص عليك الحياة ؟ 

ربّما بعض ما ذكرت.. و رّبما كل ما ذكرت.. و ربّما أكثر مما ذكرت.. فهل تقبل بالقلق رفيقا في الحياة ؟ و هل يعينك على تجاوز بعض هذه المشكلات ؟ 

لا أظنّ! فمن كلّ التّجارب التي أوردها ديل كارينجي في كتابه لم يكن القلق محفّزا إيجابيّا في أيّ منها.. على العكس تماما.. كان القلق سببا رئيسيا في قرحة المعدة و أمراض القلب و الوفاة الفجئيّة.. فهل ستسمح لهذا الدّاء بالسّيطرة على حياتك بل و ربّما حرمانك إيّاها؟ 

أكاد أسمع إجابتك ” كلّا! فكيف السّبيل للخلاص منه؟”

ابدا الحياة 

كيف نتغلّب على القلق ؟

طرح ديل كارينجي في كتابه “دع القلق و ابدأ الحياة” أفكار كثيرة ساعدت من تبنّاها على طرد القلق من حياتهم و المضيّ قدما تجاه أحلامهم.. و سنقدّم لك على ألوان ثلاثة منها لعلّها تكون دليلا لك في طريق الحياة 

كن راضيا

تخيّل معي يا صديقي أن شخصا قريبا جدّا منك و عزيزا جدّا عليك قد أصابه مرض أضعفه و أوهنه و قلب حياته رأسا على عقب.. قد تدخل في دوّامة من الأسئلة المفتوحة.. لماذا ؟ إنه لا يستحق هذا! كيف أساعده ؟ ماذا أفعل ؟ ستشعر بالعجز.. و هذا العجز سيحتدّ كلما تألم هذا الشّخص! ستتمنى لو أنك كنت المصاب مكانه فشعور الألم أحيانا أخف وطأة من شعور العجز.. لكنّك لن تستطيع تغيير شيء مهما تألّمت و ثرت و غضبت.. و في تلك اللّحظة التي تسلّم فيها بضعفك و تعترف بعجزك و تقبل ما تعيشه ستتنزّل عليك سكينة الرّضا.. ستقول في نفسك.. أقبل بهذا و أسلّم به فماذا أستطيع أن أفعل لأخفف من الألم ؟ في تلك اللّحظة يحوّلك الرّضا من ساخط غارق في اللّوم إلى راض مقبل على الحل ّ.. فهلّا جرّبت الرّضا ؟

ضع حدّا أقصى 

أعجبني كثيراً طرح هذه الفكرة في الكتاب و وجدت أنّنا نطبّقها فعلا في الحياة بأشكال مختلفة.. فمثلا إن واجهتك صعوبة في العمل فإنّك تقول في نفسك لو تواصل البحث عبثا لمدّة ساعتين فسأطلب المساعدة لتجد القلق اختفى لأنّك وجدت خطّة بديلة.. و إن زرعت بعض البذور و لم تظهر في الوقت الموعود فإنك تقول في نفسك سأتوقف عن السقاية بحلول الأسبوع الثالث و هكذا فإنك ستزرع بذورا جديدة و تتوقف عن القلق بخصوص التي لم تثمر.. إذا قرأت كتابا لم يحفّز فيك الرغبة في الاستمرار فإنك تقول في نفسك سأتوقف عن القراءة في الصفحة الخمسين إن تواصل على هذا المنوال و حينها ستتوقف عن القلق من إهدار الوقت على كتاب لا يستحق القراءة.. إذًا فتحديد حدّ أقصى هو بمثابة إعلان نقطة تحوّل عن طريق لا فائدة من المضي فيه و القلق على نهايته 

اشغل نفسك 

ليس أخطر على الإنسان من استسلامه للفراغ.. حينئذ ينطلق الخيال يجول هنا و هناك ليستحضر أسوأ الذّكريات و يستخلص أسوأ الاستنتاجات و يتوقّع أسوأ النهايات.. فلذلك ليس على الإنسان سوى الإنشغال عن نفسه بما يبني نفسه و لا يترك فسحة للفراغ تسمح بتسرّب الهواجس و الوساوس.. فلا بد صديقي القارئ من الانشغال.. انشغل بعملك وقت العمل و لا تفكر في غيره.. و انشغل بعائلتك ان كنت معهم و كن حاضرا معهم بكلّك.. انشغل بأهدافك و تزكية نفسك فليس للعمل هاهنا نهاية.. اشغل نفسك حتى تنشغل بنفسك فلا تترك لما يعكّر صفوك لقلبك سبيلا..

دع القلق و ابدأ الحياة

في نهاية تقديم كتاب اليوم ، صديقي القارئ ،أذكرك و أذكر نفسي أن كل ما في الحياة متغير.. ما حدث قد حدث بالفعل و لن يتغير و ما هو آت قد يأتي و قد لا يأتي.. و أن ليس للإنسان سوى لحظته التي يعيشها الآن فإما أن يختار لحظة هنيّة أو يختار لحظة شقيّة.. و هذه اللّحظة أيضا ستصبح بعد قليل من الماضي الذي لا يتغيّر فاجعلها من الماضي الذي تسعد بذكره..

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *